Friday, October 1, 2010

قابلوا أنور دفع الله ، مترجم متطوع لمؤتمر تيد

ترجمه إلى اللغة العربية: محمود أغيورلي


في الأسابيع القادمة، ستلقي مدونة تيد الضوء على المترجمين المتطوعين الرائعين -- بتقديم لمحة عن الأشخاص الذين تتواصل جهودهم لإثراء مشروع الترجمة المفتوحة بتيد. اليوم نرغب في أن نقدم لكم.


قابلوا أنور دفع الله ، مترجم متطوع لمؤتمر تيد


أخبرنا عن نفسك

إسمي أنور فتح الرحمن دفع الله , لقد ولدت في مدينة بورتسودان، الميناء الرئيسي للسودان في الثالث والعشرين من يناير في عام 1978 وحصلت على تعليمي المدرسي هناك .. ومن ثم تخرجت من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ببكالوريوس في هندسة الكمبيوتر عام 2003

ومن ثم تزوجت وأنشأت عائلة سودانية صغيرة مع زوجتي العزيزة سلمى ولدينا اليوم إبنة تدعى إقبال وهما أغلى ما أملك في هذه الحياة.

اما عن عائلتي فهي مكونة من تسعة أخوة وأنا اكبر ذكورها الاربع .. واناثها الاربع

لقد عملت كمصمم مواقع انترنت ومطور لها خلال أيامي الجامعية ومن ثم عملت كمحاضر بدوام جزئي في كليتين في مسقط رأسي ومن ثم اسست عملي الخاص بي في العاصمة الخرطوم في عام 2003 ولم استمر طويلا اذ انتقلت للعيش في كوريا الجنوبية بهدف دراسة الماجستير في جامعة تشونغ بوك الوطنية في مدينة جونغ جو في كوريا الجنوبية.

وقد انهيت دراسة الماجستير في عام 2006 وأسست شركتي الخاصة في كوريا ايضا ومن ثم تركت العمل بها للتفرغ التام للتحضير لرسالة الدكتوراة في نفس الكلية وكلي أملٌ بأن انتهي منها هذا العام عام 2010 وترتكز رسالتي على قواعد البيانات والتنقيب في البيانات، والتأمين والخصوصية، والشبكات الإجتماعية الالكترونية وبعض الرياضيات الرقمية والتطبيقات المستخدمة على الانترنت.



مالذي جذبك إلى تيد؟

لقد جرت العادة بيني وبين اصدقائي السودانين ان نتشارك في كل شيء سواء كان ذلك بملفات الفيديو على الانترنت او الاوراق او المحاضرات و قد ارسل لي زميل لي في المختبر محادثة رائعة جداً تتحدث عن آينشتين أفريقي وكانت للمتحدث نيل توورك وأول ما جال في خاطري حينها هو كيفية نشر هذه المحادثة لاكبر عدد ممكن من الاشخاص في بلدي السودان وفي قارتي افريقيا .

وانا احب جدا الافكار الجديدة والاكتشافات الحديثة من جميع الوجهات وانا متفائلٌ دوما بأن الانسانية سوف تتحسن وان الاجمل قادم لامحالة .

وبالعمل مع منظمات طوعية و تأسيس منظمة غير حكومية في السودان مثل جمعية المطورين السودانيين فأنا اؤمن انه وبمبدأ المعلومات المفتوحة والتعاون التام بين جميع الاطراف يمكننا ان نغير العالم من حولنا نحو الافضل .

وهذا هو تحديدا الذي لمسته في مؤتمر تيد فأنا أؤمن بأن كل فكرة مهما كان رأي المتواضع عنها تستحق الانتشار لانها تكشف عن العديد من الامكانيات الخفية في التواصل البشري – البشري او التواصل البشري – الالكتروني وانا من اكبر المعجبين ب هانس روسلينج واكرر على ذهني دوما عبارة " إسمح لمعلوماتي ان تغير افكارك المسبقة عن الامور "

لماذا تترجم محادثات تيد؟

في الحقيقية انا شخصٌ عملي جدا و لا يهدأ لي بال , واحب ان اقوم بأكثر من عمل في وقت واحد والتعليم هو مهمة مستمرة في حياتي وهو الذي سيدفع السودان بلدي وأفريقيا قارتي الى التألق والتقدم .

وأنا مع مؤتمر تيد أترجم للملايين الذين يتحدثون العربية والتي يتحدثها أكثر من 280 مليون شخص حول العالم كلغة أولى وانا اترجم لكي أروّج للاحترام المتبادل بين الثقافات والاديان والاشخاص فالترجمة هي حراكٌ فعال في تبادل الافكار بين البشر حول العالم .

وأنا أترجم لاصدقائي واعتقد انها اجمل هدية يمكن تقديمها لهم لانها قادرة على تغير حياتهم تماما وأنا أترجم أيضاً لإبنتي إقبال ولأبنتك ولكل طفل في الجيل القادم وكلي أملٌ بأن يستفيد الجيل القادم من مجهودي المتواضع هذا في مشروع الترجمة هذا .

ان المشاركة في مشروع الترجمة هذا لهو المثال الافضل عن رغبتنا بالتواصل مع بعضنا البعض كأفراد وثقافات ومدى تعاطفنا مع بعضنا البعض بإعتبار أن متحدثي اللغة العربية أنفسهم عبارة عن خليطٌ من عدة أديان وثقافات مختلفة والتعرف على الثقافات الاخرى متجذر في عاداتنا.

وكوني من بلد كالسودان ، وهو البلد الذي كان يحمل بين ثناياه الحضارة الاقدم في التاريخ والتي بنت الاهرامات والتي تعود الى 7000 عام فإن الترجمة ستفيده حتماً في نشر السلام والرخاء فيه وأرغب بأن أُطري على عمل صديقي إيمانويل جال والذي قام بعمل رائع في تغيير الصورة المسقطة على السودان وحتى احداث التغير بين السودانين انفسهم ونشر رسالة الحب والسلام والوطن الواحد والتي لا ينادي بها معظم السياسيين هناك لذا اعتقد ان بترجمتي هذه سوف اقوم بإضافة القليل الى تلك المهمة .. مهمة الحب والسلام .

وحاليا يعاني وطني من عدة صراعات ومعظم الناس تتناقل صورة نمطية واحدة عن السودان حتى في الدول المجاورة والتي تروج لذلك بصورة سيئة والتي يتوجب علينا نحن كسودانيين تغيرها ناهيك عن تقديم الحلول والمشاركة الفعالة في العمل الاجتماعي.

لقد إلتقيت بالكثير من الناس الموهوبين في السودان . لكن تتح لهم الفرصة لعرض إبداعهم وإبتكارهم ومواهبهم الفطرية، وعلى سبيل المثال الطفل مأمون والذي كان عمره 12 عاماً حينئذ والذي يفعل نفس فعل محادثة الماثمجيك لكنه بكل أسف يعاني من مرض التوحد وهو بحاجة لعون فاعل من قبلنا.

وانا اترجم أيضاً لأن الترجمة تعمل على تكوين اواصر جديدة بين العديد من الاشخاص الرائعين (في شكل قبائل مستحدثة) ناهيكم عن كون هوايتي التعرف على افاضل الناس والتعاون معهم من أجل القضايا الهامة في عالمنا وفي الختام أريد ان اشكر كل شخص يشارك في نجاح مؤتمرات تيد ذلك المكان الرائع المنفتح الذي تجتمع فيه الافكار الرائعة التي تستحق فعلاً الانتشار


_______________________
نُشر على مدونة تيد في 20 نوفمبر 2009...
نص المقابلة الأصلي باللغة الإنجليزية

No comments: