Sunday, January 30, 2011

خواطر ومحاولة للفهم حول مسيرة الغضب الكبرى يوم 30 يناير 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر ومحاولة للفهم حول مسيرة الغضب الكبرى يوم 30 يناير 2011
د.أنور فتح الرحمن أحمد دفع
E-mail: anwarking@gmail.com
الخرطوم ، السودان

تنادى السودانيون عبر شبكة الإنترنت ومواقع الشبكات الإجتماعية المختلفة إلى مسيرة سلمية في يوم الأحد 30 يناير 2011 وذلك تزامناً مع إعلان النتائج المبدئية لإستفتاء جنوب السودان والذي أفضت نتائجه لتصويت ساحق لصالح إستقلال جنوب السودان وتكوين دولة جديدة في القارة الأفريقية (الدولة رقم 55 في الإتحاد الأفريقي على الأغلب)... كانت النتائج متوقعة جداً حسب تسلسل الأحداث التاريخية وفشل النخب السياسية السودانية في تشكيل دولة تسع جميع السودانيين بمختلف سحناتهم وأديانهم وثقافاتهم ولغاتهم المتنوعة وتحتفي بالتنوّع الذي خصّ الله به هذه البلاد.

وبهذا يفقد السودان اللقب الذي لطالما كرره الجميع : أكبر دولة في القارة الأفريقية والدول العربية من مليون ميل مربع (


ويصبح هناك جنوباً جغرافياً جديداً هو ولاية النيل الأبيض، المتاخمة لدولة جنوب السودان الوليدة



تاريخ الإنتفاضة الشعبية في السودان
من المعروف أن الشعب السوداني ليس بحاجة لأمثلة ليتعلم منها حينما يتعلق الأمر بالإنتفاضة الشعبية...فقد فعلها الشعب السوداني وأقتلع الحكم العسكري الديكتاتوري ليس مرة...بل مرتين في تاريخ الحديث عقب الإستقلال عام 1956...مرة بما تعارف عليه الناس بانتفاضة أكتوبر عام 1964 بحكم الجنرال عبود
والتي تلتها انتفاضة 6 ابريل 1985 على حكومة الجنرال جعفر نميري .
إذاً ليس هناك جديد في تاريخ السودان الإنتفاضي الشعبي - إذا جاز التعبير- اذا ما أنتفض الشعب السودان مجدداً سوى إستغراب أن يصاب هذا الشعب بزهايمر فريد من نوعه ويجعله يكرر نفس الأخطاء مراراً وتكراراً



غياب الهدف!!!
في هذا اليوم ، الأحد 30 يناير 2011...كانت الشكوك تساورني حول هدف المسيرة من الأساس...فبينما مالت بعض وسائل الإعلام لوصفها بالمسيرة الإحتجاجية على الزيادة الأخيرة والكبيرة في أسعار السلع الأساسية بصورة غير محتملة في السودان...قال البعض أنها تطالب باستقالة الحكومة على غرار ما حدث في تونس وما يزال جارياً في مصر والخ... ولم يُكتب في تاريخ الدولتين عقب الإستقلال الإنتفاضة الشعبية.


غياب الإحصاء!!!
أكثر ما لاحظته خلال مسيرة اليوم أنها لا تستند على إحصاء، رغماً عن أنها تنطلق من مواقع إنترنت -مثل سودانيزأونلاين دوت كوم- وشبكات إجتماعية مثل الفيس بوك... ولهذا لاقت نصيباً شحيحاً من ضروب النجاح. موقع الفيس بوك فاق عدد مشتركيه 500 مليون مستخدم حول العالم...و
قد تفوّق انتشار الفيس بوك على حجم المبيعات للصحف في منطقة الشرق الأوسط حسب تقرير شركة سبوت أون للعلاقات العامة [3]ة


و قد كررت السؤال الذهبي: كم عدد الذين سيشاركون في المسيرة السلمية على عدد من الأشخاص، ولم يجب أي شخص منهم\ن برقم ولو على سبيل التقريب.

وعندما رجعت لأكبر مكان أجتمع فيه سودانيون على الشبكات الإجتماعية وجدت أن العدد الفعلي لسودانيين الفيس بوك - وأغلبهم خارج السودان- لم يصل ل 30 الف مشترك...[2]و

مقارنة ب 3.4 مليون مشترك من جمهورية مصر العربية في موقع الفيس بوك...وهم يمثلون 20% من عدد مشتركي الإنترنت في مصر [1]ة
ومقارنة ب
و 2.3 مليون مشترك من المملكة العربية السعودية في موقع الفيس بوك...وهم يمثلون 29% من مشتركي الإنترنت فيها
[1]
و1.6 مليون مشترك من تونس في موقع الفيس بوك...وهم يمثلون 44% من مشتركي الإنترنت فيها
[1]

وعند مقارنة
إذا أراد الناس أن يستفيدوا من قوة الإنترنت والشبكات الإجتماعية بصورة عامة...فليبدأوا من الإحصائيات أولاً...فليس من المعقول أن يكون من يودون التغطية الإعلامية أكثر من المتظاهرين أنفسهم!

أعداد المتظاهرين فعلياً!!!




Small number inside medicine college. Khartoum Uni. Police n security forces are much much more in and outside
هذه الصورة توضح أكبر تجمّع للمتظاهرين شاهدته بنفسي- في ساحة كلية الطب بجامعة الخرطوم، رغماً عن قراءتي لتقارير وبلاغات في مواقع إنترنت مختلفة حول أعداد وجموع هادرة ومصادمات...لم تخلو في تقديري من التهويل (جراء نقصان المعلومة والإعتماد على الظنون) أو التهوين (جراء محاولة إظهار فرض السيطرة و الأمن.

نوعية المتظاهرين!!!
لم تخرج نوعية المتظاهرين عن الطابع الفردي غير المنظم أو المنتظم وكان غياب القوى السياسية السودانية برموزها واضحاً جلياً وأغلب المتظاهرين هم من طلاب الجامعات... مما يؤشر على أن الشارع السوداني ما يزال بعيداً عن أمر الإنتفاضة الحقيقية التي يكتب عنها الكثيرون هنا وهناك.

وختاماً، ليس المظاهرات أو المسيرات بحد ذاتها هي الهدف...بل التغيير إلى الأفضل هو الهدف المنشود...ودوماً بالإمكان...أفضل مما كان. وإذا كانت التجربتيين السابقتين قد أفضت إلى حكم الحزبين الكبيرين تاريخياً -حزب الأمة والحزب الإتحادي- وعادت كرة الإنقلاب العسكري مجدداً...فأمنيتي هي إن كان هناك تغيير حقاً ...فأرجو أن يكون من شخصيات مهنية محترفة -
Professional Technocrat
فقد أهلكت التجارب الحزبية بصفة عام الحرث والنسل...وما تزال تجربة الحزب الواحد -المؤتمر الوطني- بإنفصال جنوب السودان والضيق الإقتصادي الشديد الذي يعاني منه المواطنون والإختناق السياسي والحصار الخارجي يثبت أن دولة متعددة ومتباينة الثقافات والأعراق وشاسعة في المساحة لا يمكن أن تستقيم بحزب واحد ولو طال الزمن...

اللهم أذهب عنا البلاء والغلاء يا أرحم الراحمين...

وإليكم هذه المحادثة من
زميل تيد والصحفي يفغيني موروزوف الذي يطرق ما يسميه "ليبرالية الآي بود" --الفرضية التي تقول أن الإبتكار التكنلوجي يروّج دائماً للحرية، الديموقراطية -- مع أمثلة مرعبة عن أن الإنترنت تساعد الأنظمة القمعية وتخنق المعارضة.

http://www.ted.com/talks/lang/ara/evgeny_morozov_is_the_internet_what_orwell_feared.html


_____________________
[1]
Middle East & North Africa Facebook Demographics, May 2010
Carrington Malin, Spot On Public Relations
Avialable online:
http://www.spotonpr.com/wp-content/uploads/2010/05/FacebookMENA_24May10.pdf

[2]
صفحة بعنوان

كم يبلغ عدد السودانيين فى الفيسبوك ؟ شارك لتعرف
http://www.facebook.com/sudaneseonFB
عدد مشتركيها حتى تاريخ اليوم 30 يناير 2011 هو
25,861 مشترك

[3]
الفيس بوك يتفوق على حجم مبيعات الصحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمرة الأولى من خلال 15 مليون مشتركاً، بحسب تقرير جديد أصدرته شركة سبوت أون للعلاقات العامة
متاح على الإنترنت على العنوان
http://www.spotonpr.com/wp-content/uploads/2010/05/FBRelease_24MayAr.doc

______________________
هذه النوتة
يمكن نشرها وإستخدامها وتدويرها وكامل التصرف فيها...
أنور

1 comment:

Hala said...

Salam,
I enjoyed reading your posts.
I wish if you have enabled the "comment" feature of all your posts. Also, please increase the oi=nt, as it's very small.
Thanks
Way to !